الأخبار

سيجاب تطلق استراتيجية جديدة حيث تعيد التغيرات الرقمية رسم مشهد الشمول المالي

أعلنت المجموعة الاستشارية لمساعدة الفقراء (سيجاب) عن استراتيجيتها الخمسية الجديدة ( CGAP VI) في ختام الاجتماع السنوي لمجلس الإدارة في العاصمة السنغالية داكار، يوم الخميس الموافق 31 مايو/أيار 2018. وتهدف الاستراتيجية إلى توجيه عمل سيجاب من أجل مساعدة الفقراء على الوصول واستخدام الخدمات المالية التي يحتاجونها والتكيف مع التطورات الرقمية السريعة التي تعيد تشكيل العالم.

والحقيقة أن التكنولوجيات الجديدة تحدث تغييرًا في طريقة عمل النظام المالي. فعولمة البيانات، وزيادة معدلات الهجرة، والتغيرات الهائلة في التوظيف تدفع جميعها المجموعة الاستشارية إلى إعادة النظر في الطرق التي تجابه بها التحديات والمخاطر الماثلة أمام الفقراء، مما يجعل عملها في طليعة الشمول المالي أكثر أهمية من أي وقت مضى.

ولهذه التغيرات الحادة القدرة على إحداث نوع من الاضطراب، بيد أن لديها القدرة أيضًا على خلق فرص عمل لمن لا يمكنهم الحصول على الخدمات المصرفية، وخدمات الادخار والائتمان الرسمية والبالغ عددهم 1,7 مليار شخص، الكثير منهم من الفقراء. ويخفض الربط بالإنترنت والتحول إلى العمليات الرقمية من تكاليف المعاملات، ومن ثم يشجعان مقدمي الخدمات المالية على الابتكار من خلال تطوير نماذج أعمال ومنتجات جديدة يمكن أن تخدم العملاء الفقراء على نحو فعال.

وفي كلمتها أمام الاجتماع السنوي للمجموعة الاستشارية لمساعدة الفقراء، قالت غريتا بول، المدير التنفيذي للمجموعة: "إن استراتيجيتنا الجديدة تتركز حول مساعدة الفقراء على التكيف مع القوى التي تحدث تغيرات حادة في عالم يتحول بشكل متزايد إلى العمليات الرقمية. ويعرف الفقراء أن الخدمات المالية يمكن أن تساعدهم في إدارة حياتهم بشكل أكثر أمانًا. وتتمثل مهمتنا في التأكد من جعل الخدمات المالية متاحة ميسورة التكلفة ومفيدة بحيث يمكن للفقراء الحصول على الفرص وبناء القدرة على الصمود."

وفي إطار استراتجية المجموعة الجديدة، التي تشكل أعمالها من يوليو/تموز 2018 وحتى يونيو/حزيران 2023، ستكرس المجموعة الجهود والموارد في المجالات التالية:

  • التحول من التركيز على الحصول على الخدمات المالية إلى تحقيق الرفاه - توسيع نطاق مبادرات حماية المستهلك لتشمل نهجًا يتطلب من مقدمي الخدمات المالية وصانعي السياسات النظر في ملاءمة المنتج والمعاملة العادلة للعملاء.
  • التركيز على الفئات المستبعدة - تحديد الفئات الأكثر تضررًا من الفجوة الرقمية المتزايدة ومساعدتهم، بما في ذلك الريفيات وأصحاب الحيازات الصغيرة والشباب والمهاجرين.
  • استكشاف البنية التحتية المترابطة للأسواق - تحديد الطرق التي يمكن بواسطتها فتح البنية التحتية للسوق من خلال التشغيل البيني وواجهات برنامج التطبيقات المفتوحة، مما يمكن المزيد من الشركات من تقديم الخدمات والمنتجات المبتكرة للفقراء.
  • فهم دور البيانات - استكشاف كيف أن جمع البيانات بطريقة رقمية يتيح فرصًا لنماذج الأعمال الشاملة ويطور أساليب جديدة تركز على المستهلك من أجل إدارة حماية البيانات والمخاطر على الخصوصية.
  • التعرف على دور شركات التكنولوجيا الكبرى - تعميق الفهم، بما في ذلك الآثار التنظيمية، للتكنولوجيات الجديدة ونماذج الأعمال التجارية مع دخول الأطراف الفاعلة العالمية مثل غوغل وفيسبوك وعلي بابا، مجال الخدمات المالية.

ووفقًا لأحدث بيانات المؤشر العالمي للشمول المالي، فإن لدى 69 في المئة من البالغين على مستوى العالم حسابات مصرفية، وهي النسبة التي ارتفعت من 51 في المئة في عام 2011. غير أن العديد من التحديات لا تزال ماثلة أمام الوصول إلى 1,7 مليار شخص آخرين ليس لديهم حسابات، وتحسين استخدام الخدمات المالية وضمان مساهمتها في إضافة قيمة لحياة الناس. وتهدف الاستراتيجية الخمسية التي وضعتها المجموعة الاستشارية إلى مواجهة بعض هذه التحديات الماثلة أمامنا. وتنبع خطة العمل الجديدة من نظرية التغيير التي وضعتها المجموعة، التي توفر إطارًا واضحًا لتركيز عملها، بما يتماشى مع النتائج المرجوة وأهداف التنمية المحددة. وستقوم المجموعة الاستشارية بقياس التقدم المحرز والتأثير الحادث في مقابل إطار النتائج.

كان برنامج التخرُّج من الفقر المدقع إلى سبل العيش المستدامة من بين النجاحات العديدة التي حققتها الاستراتيجية الخمسية الحالية للمجموعة. وقد نجحت المجموعة على مدار عقد من التجارب في إثبات أن الإجراءات التدخلية التي تجمع بين نقل الأصول والتدريب والخدمات المالية والإرشاد الاجتماعي يمكن أن تخرج الأسر من وهدة الفقر. وأظهر تقييم دقيق أُجري في 10 مشروعات رائدة في ثمانية بلدان أن دخل الأسر واستهلاكها ارتفع في جميع الأماكن  باستثناء مكان واحد. واليوم، يجري تكييف هذا النهج في نحو 100 برنامج في 43 بلدًا. وتمثل نجاح آخر في عمل المجموعة الاستشارية في غانا لدعم الجهود التي تبذلها الحكومة لمراجعة اللوائح المنظمة لنقل الأموال عن طريق خدمة الهاتف المحمول. وبعد دخول المزيد من اللوائح التنظيمية حيز النفاذ في عام 2015، ارتفع عدد من لديهم حسابات ارتفاعًا كبيرًا بحلول عام 2017 لما يربو على 11 مليون مستخدم نشط لخدمات نقل الأموال عبر الهاتف المحمول. وقد تضاعف متوسط​عدد المعاملات المالية التي تتم شهريًا بواسطة خدمات الهاتف المحمول، وسجل أيضًا الرصيد في حسابات الأموال المتداولة عن طريق خدمات الهاتف المحمول زيادة بلغت سبعة أضعاف بين عامي 2013 و 2017.

وفي الاجتماع السنوي، أشادت سيلا بازارباسيوغلو، رئيسة مجلس محافظي المجموعة الاستشارية، بالاستراتيجية الجديدة للمجموعة قائلة إنها تكمل عمل البنك الدولي وتضع إطارًا ممتازًا للتصدي للتحديات الماثلة أمام الشمول المالي.

وقالت "نحن في البنك الدولي سعداء بأن نكون جزءًا من تلك العملية وأن نعمل كأمين للمجموعة الاستشارية لمساعدة الفقراء. لكننا أكثر من مجرد أمين للمجموعة. ومثلكم جميعًا هنا، يعمل البنك الدولي في شراكة مع المجموعة الاستشارية. ونحن نعمل على أن يكمل أحدنا الآخر ويقوي بعضنا بعضًا. كما نحقق استفادة كبيرة من عضويتنا في المجموعة الاستشارية وكثيراً ما نستعين بعملها".

مسؤولة الإعلام: إستر لي روزن، المجموعة الاستشارية لمساعدة الفقراء  erosen@worldbank.org

نبذة عن  المجموعة الاستشارية لمساعدة الفقراء

تضع المجموعة الاستشارية لمساعدة الفقراء حلولًا مبتكرة من خلال البحوث العملية والمشاركة الفعالة مع مقدمي الخدمات المالية، وصانعي السياسات، والممولين بشأن تطوير الخدمات المالية كوسيلة لتحسين حياة الفقراء. وبوجودها داخل البنك الدولي، تُعد المجموعة شراكة عالمية مستقلة تضم أكثر من 30 وكالة إنمائية ثنائية ومتعددة الأطراف ومؤسسات خاصة ومؤسسات تمويل إنمائية رائدة. وتعمل اﻟﻟﺟﻧﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﮐﻣﺟﻟس إدارة للمجموعة اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ، وﺗﺷرف ﻋﻟﯽ اﻟﺗوﺟيه اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ وتقديم الإرشاد ﻟﻣوظﻔﻲ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ. ويتكون مجلس المحافظين، الذي عقد اجتماعه السنوي لعام 2018 في داكار بالسنغال، من أعضاء من المجموعة، ويضطلع بمسؤولية وضع السياسات العامة وتحديد الميزانية والاستراتيجية.

المزيد عن هذا المحتوى

تاريخ النشر