مدونة البوابة

الشمول المالي يبدأ بالهوية للجميع!

الهويات الرقمية وتعميم الخدمات المالية
التكنولوجيا المالية والبلوك تشين من أجل الشمول المالي في العالم العربي

إن الشمول المالي الأكبر هو الذي من المفترض أن يبدأ بتوفّر حسابات للمعاملات البسيطة للأشخاص التي لا تقوم البنوك بخدمتها. إلا أن هناك شرط أساسي غالبا ما يكون مفقودا ؛ ألا وهو وجود هويّة أو اثبات شخصية معترف بها رسميا. كيف يمكن للتكنولوجيا أن تكون محركا للشمول المالي عن طريق المساهمة في توفير سبل مبتكرة وآمنة لتحديد الهويّة ؟

إن تحديد الهويّة أمر بالغ الأهمية في جميع مجالات الحياة. ومن شأن الهويّة المعترف بها قانونا؛ تسهيل المعاملات بين الأشخاص والمؤسسات؛ سواء كان ذلك لأغراض التعليم أو الصحة أو الخدمات الحكومية أو التجارة أو الأمور المتعلقة بالتمويل. وحتى عام 2017، كان يوجد حوالي مليار شخص لديهم صعوبة في إثبات هويتهم ، أي حوالي 40% من سكان الدول النامية. كما أن 19% من بين 1.7 مليار من البالغين الذين لا تقوم البنوك بخدمتهم ليس لديهم أوراق لاثبات شخصيتهم وعادة ما يكون السبب الرئيسي في عدم حصولهم على حسابات هو عدم توافر المستندات اللازمة لديهم.

ونظرا لأهمية الهويّة ، قرر المجتمع الدولي بوضع الهدف الفرعي 16.9 ضمن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة: "توفير هوية قانونية للجميع، بما في ذلك تسجيل المواليد، بحلول عام 2030". وسوف يرجع التقدم نحو تحقيق هذا الهدف إلى القدرة على الاستفادة من التكنولوجيا الحالية والجديدة للهويّة الرقمية. إلا أن العديد من حلول الهويّة الرقمية مركزية في الوقت الحالي. إن عدم توافر التشغيل البيني فيما بين النظم أو البلدان أو القطاعات المختلفة يمثل مشكلة في ظل نظم الهويّة الرقمية المركزية الحالية؛ وبشكل خاص في حالات الاستخدام عبر الحدود والقطاعات. كما ان تسريب البيانات والتداول التجاري بالبيانات والحملات الإعلانية الجائرة؛ تهدد الخصوصية وتشكل خطرا مستمرا.

وقد أتيحت الفرصة لشركة جولوكوم Jolocom من حضور المنتدى العربي الأول للتقنيات المالية الحديثة مما جعلها تستكشف مع صانعي السياسات والهيئات التنظيمية والمهنيين ووكالات التنمية ؛ مدى إمكانات التكنولوجيا الجديدة وبشكل خاص تقنية البلوك تشين في تحسين الشمول المالي بالعالم العربي.

يوجد بالعالم العربي أكثر بقليل من شخصين بين كل خمسة بالغين ممن لديهم حساب بنكي؛ و بعبارة أخرى 52% من الرجال و35% من النساء في المتوسط. إلا أن 86% من الرجال و75% من النساء لديهم هواتف محمولة ويصل معدل انتشار الإنترنت إلى 65% وذلك أعلى من المتوسط العالمي. علاوة على ذلك، يقوم أصحاب المصلحة في القطاعين العام والخاص بتجربة نماذج إلكترونية للهويّات سواء الهوية الرقمية الوطنية بدولة الإمارات العربية المتحدة أو انشاء منصة البلوك تشين ايثريوم واستخدام السمات البيولوجية مثل مسح قزحية العين من قبل الأمم المتحدة لتحديد هوية اللاجئين وصرف المساعدات الإنسانية في الأردن.

إن عدم توافر التشغيل البيني فيما بين النظم أو البلدان أو القطاعات المختلفة يمثل مشكلة في ظل نظم الهويّة الرقمية المركزية الحالية؛ وبشكل خاص في حالات الاستخدام عبر الحدود والقطاعات.

 

إن الحلول اللامركزية تستطيع من خلال إعطاء الأولوية للخصوصية والأمن وحقوق الإنسان؛ أن تقوم بتمكين الأشخاص من السيادة على بياناتهم الشخصية. ومن خلال هذا النموذج للهوية ذاتية السيادة؛ يستطيع كل من الأفراد والكيانات إنشاء وإدارة عناصر تحديد الهوية الخاصة بهم. كما يمكن للأشخاص في الحياة العملية أن يقوموا باستخدام هواتفهم الذكية المجهزة بالمحافظ الذكية  مثل التي توفرها شركة جولوكم من أجل تخزين معلومات الهويّة الشخصية الخاصة بهم والوصول إلى الخدمات بشكل سريع وآمن بما في ذلك الدخول في القطاع المالي الرسمي. إن العدد المتزايد لمقدمي حلول الهوية الذاتية هم أعضاء فاعلون في مؤسسة الهوية اللامركزية  ويقومون بتصميم منصاتهم الخاصة باستخدام معايير قابلة للتشغيل البيني وذلك لضمان أن حلول الهويّة الخاصة بهم تتوافق مع بعضها البعض.  

إن هذا النوع من التحكم في البيانات الخاصة أصبح ممكنا فقط باستخدام تقنية البلوك تشين حيث تعتمد على سجل موزع عام غير قابل للتغيير من أجل تسجيل المعلومات وتمكين المعاملات المباشرة بين الأقران دون الحاجة إلى وجود طرف مركزي. وهذا يعني بالنسبة لحالات استخدام الهوية الرقمية؛ عدم تخزين المعلومات الخاصة بالهوية بشكل مركزي. فعل سبيل المثال وفي حالة محفظة جولوكوم الذكية، يتم التخزين فقط في الهاتف المحمول للمستخدم وفي قاعدة بيانات آمنة لامركزية. علاوة على ذلك ، فإن تقنية جولوكوم متوافقة مع مجموعة كبيرة ومتنوعة من تقنيات ومنصات البلوك تشين مثل إيثريوم Ethereum وآي بي إف إس IPFS.

قام أيضا النقاش الذي جرى خلال المنتدى الإقليمي  بتسليط الضوء على أهمية سرعة وأمن إجراءات "اعرف عميلك KYC" من أجل تلبية أهداف الشمول المالي والنزاهة في نظام بيئي أساسي نشط للتكنولوجيا المالية بالمنطقة العربية. وتمثلت أهم النتائج في: التخلص من الإجراءات الورقية وتوحيد المعايير والتشغيل البيني العابر للحدود. إن النظام اللامركزي للهويّة الرقمية والذي يمكن الوصول إليه عبر الهواتف المحمولة، هو أسلوب جديد يتناسب إلكترونيا مع مبدأ "اعرف عميلك KYC" عند فتح حسابات مع الامتثال للمتطلبات الدولية لمكافحة غسل الأموال و تمويل الإرهاب AML/CFT، وحماية حقوق الخصوصية للمواطنين. وعند استخدام حلول الهوية الذاتية، سوف يكون لدى المواطنين هويّاتهم في متناول أيديهم من أجل التسجيل وإجراء المعاملات مع مقدمي الخدمات المالية. وبالتالي سوف يمكن للمؤسسات المالية استيعاب عدد أكبر من العملاء بشكل أكثر كفاءة وأمان وفي بيئة آمنة للبيانات.

إن الشمول المالي القائم على الهويّة الرقمية من شأنه أن يساعد على جذب ما يصل إلى 57% من الأشخاص وكذلك أصحاب المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة بالمنطقة العربية ؛ وإدخالهم في النظام المالي والاقتصاد الرسمي. ونظرا لتوافر الهواتف المحمولة والإنترنت والفرص الاقتصادية بالبلدان العربية ؛ فإن الهويّات الذاتية تتمتع بإمكانات هائلة لتحقيق مكاسب للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.


هذه المدونة جزء من سلسلة "التكنولوجيا المالية والبلوك تشين من أجل الشمول المالي في العالم العربي" التي تقوم بنشرها الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ  بالتعاون مع البوابة العربية للشمول المالي من أجل التنمية؛ وذلك لعرض بعض من القضايا الرئيسية الخاصة بالابتكار التكنولوجي والشمول المالي التي تم مناقشتها خلال  المنتدى العربي للتقنيات المالية الحديثة Arab#Fintex الذي انعقد في أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة خلال 12 - 13 ديسمبر/كانون الأول 2018  بتنظيم من (FIARI) مبادرة الشمول المالي  للمنطقة العربية  برعاية كل من صندوق النقد العربي، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، والتحالف العالمي من أجل الشمول المالي (AFI)، والبنك الدولي  وبالتعاون مع مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي.

التعليق

يقوم فريق تحرير البوابة بمراجعة وإدارة نشر التعليقات. نرحب بالتعليقات التي تقدم ملاحظات وأفكار ذات صلة بالمحتوى المنشور. تعلم المزيد.

رزان فيليب حداد , مركز التعليم المستمر بيرزيت , فلسطين
20 يوليو/تموز 2020

ان عملية ادخال التكنولوجيا في الخدمات المالية يمكن ان يزيد من تشجيع الناس الى فتح حسابات بنكيةو بتالي زيادة الشمولية و خاصة لفئة الشباب فيجدونها اسهل لهم و امنة و ملائمة ل طريقة تفكيرهم فهو يمكن ان يوفر الوقت عليهم بدلا من ان يذهبو الى البنك التقليدي ليديروا امورهم المالية و الاستفادة من الخدمات التي يقدمونها عن طريق التكنولوجيا

رامز موسى برادعية , الخليل
19 يوليو/تموز 2020

بما انهم عم بفكروا انهم يعملو هوية رقمية اتوقع بالايام الجاية رح يكون العلاقات الاجتماعية بس عن طريق الانترنت ورح يصير تفكك من ناحية اجتماعية أما من ناحية اقتصادية اتوقع انو رح تزيد نسبة البطالة

رامز برادعية , الخليل
18 يوليو/تموز 2020

معلومات جيدة

اترك تعليق