أساسيات عن الإدخار

نعم. يدخر الفقراء لأن: دخلهم نادراً ما يكفي لإدارة الأزمات (مثل المرض المفاجئ أو الفيضان)، أو للاستثمار عند توافر الفرصة، أو لسداد النفقات الضخمة المتوقعة، مثل المصروفات المدرسية، أو الزواج، أو تجديد المنزل. وتؤكد العديد من الدراسات والخبرات حول العالم أن الفقراء يستخدمون أدوات الادخار غير الرسمية، حتى وإن لم تكن موثوقة أو آمنة. وقد سجلت مبادرات مثل "المذكرات المالية" في الهند، وبنجلاديش، وجنوب أفريقيا؛ ومايكروسيف في شرق أفريقيا وغربها؛ والدراسات التي أجراها المعهد الدولي لأبحاث سياسات الغذاء، ممارسات الادخار بين الفقراء. 

الحصول على خدمات إيداع رسمية أو شبه رسمية غالبا غير متاح في البلدان النامية مما يؤدي إلى لجوء الناس إلى آليات غير رسمية مثل حفظ المال تحت الفراش، وشراء الحيوانات أو المجوهرات التي يمكن بيعها في وقت لاحق، أو إعطاء المال لجيران لحفظها. يمكن أن تكون الأساليب غير الرسمية محفوفة بالمخاطر، فالمال  والمجوهرات يمكن أن تكون مسروقة ويمكن للحيوانات أن تمرض. كما يمكن أن تكون غير مرنة و / أو غير سائلة. على سبيل المثال، إذا ما كانت هناك حاجة سوى لمبلغ صغير من المال، لايزال وجوب بيع البقرة بأكملها. 

توفر مجموعات الادخار الآليات غير الرسمية ولكن المنظمة للإدخار. عادة يتم تشكيل مجموعات بمساعدة من طرف خارجي وتعمل بشكل مستقل بعد ما يقرب من سنة واحدة من التدريب. وتهدف هذه المجموعات إلى توفير مكان آمن ومناسب للإدخار، توفر سهولة الوصول إلى القروض الصغيرة، بالإضافة إلى صندوق تأمين صغير. يقرر كل عضو مبلغ الإدخار الأسبوعي المناسب له، ويساهم بذلك في صندوق المجموعة. يقرض أعضاء المجموعة بعضهم البعض حسب معدلات الفائدة التي تقرر بشكل جماعي، مما يولد رأس مال متراكم يتكون من مدخرات الأعضاء، والفوائد، والغرامات على المدفوعات غير المسددة، والرسوم المتأخرة. يتم توزيع رأس المال المتراكم على الأعضاء في نهاية كل دورة بما يتناسب مع مساهمات الأعضاء المعنية في الصندوق. بما أنه يتم تمويل الصندوق من المجموعة من خلال الاستفادة من مدخرات الأعضاء، فلا يوجد صندوق إقراض خارجي لإدارته والإشراف عليه.

بالطبع يرغب الفقراء في أن تكون مدخراتهم آمنة، وبتكاليف معاملات منخفضة، وتصميمات ملائمة، وإن أمكن، ذات قيمة ثابتة:

الأمن – : المدخرات الآمنة ليست عرضة للغش، أو السرقة، أو الحريق، أو طلبات الأقارب. الأمن عنصر أساسي، حتى في مقابل التضخم. 

انخفاض تكلفة المعاملات – : الملائمة أساسية لتقليل تكاليف المعاملات المرتفعة للإيداع والسحب. كما أن أوقات العمل الملائمة والحد الأدنى من الأوراق المطلوبة من العناصر الهامة. 

شروط المنتجات الملائمة - : منتجات الودائع الطوعية الفردية التي تتيح الودائع المتكررة لمبالغ صغيرة، ومتنوعة، والوصول السريع للأموال، هي الأفضل. كما أن المدخرات التعاقدية مفيدة للنفقات المعيشية المخططة في المستقبل مثل حفلات الزواج، والعزاء، والاحتفال بالمواليد.

أسعار الفائدة – : عند انخفاض تكاليف المعاملات، تتم المدخرات الريفية حتى مع وجود عوائد فعلية سلبية – مما يشير إلى أن الفقراء قد لا يهتمون نسبياً بأسعار الفائدة كأولوية عند تقييم بدائل الادخار. إلا أن الطلب على منتجات الادخار لا يزداد بارتفاع أسعار الفائدة الفعلية.

ينبغي أن يكون لدى المؤسسة: 

  • الوضع القانوني الذي يسمح بتعبئة الودائع 
  • حكم داخلي فعال 
  • الاستدامة المالية للعمليات
  • خطة عمل سليمة تبين الاستدامة وكيفية استثمار المدخرات بطريقة مربحة
  • رأس المال الكافي
  • تاريخ من إدارة الائتمان الصارمة 
  • نظام لقياس ومراقبة الأداء المالي 
  • الضوابط الداخلية الكافية التي تدعمها ثقافة وسياسات وإدارة الموارد البشرية التي تعطي الأولوية لأمن الأموال 
  • القدرة التقنية لإدارة السيولة ومخاطر سعر الفائدة 
  • نظام لإدارة المعلومات، سواء كان مسجلا يدويا أو على الحاسب الآلي، التي يمكن له التعامل مع حجم المعاملات المتوقعة وأن يوفر معلومات كافية ودقيقة، في الوقت المناسب وبشفافية 
  • البنية التحتية اللازمة بما في ذلك أماكن آمنة ومناسبة، وغرفة قوية أو قبو، ومساحات مكتبية كافية  ومجهزة للتعامل مع العملاء .

الالتزام بتوافر عدد كاف من العاملين – :تجد العديد من المؤسسات أن أحد أكبر العقبات أمام تطوير أعمال ملائمة للادخار هي مقاومة العاملين. وللتغلب على ذلك، تعد إدارة الموارد البشرية الموجهة للمدخرات هامة. وإذا كانت الثقافة المؤسسية القائمة، وحوافز العاملين ونظم التقييم تكافئ فقط الأداء الائتماني القوي، يجب أن تغير الإدارة ذلك لإعطاء الأولوية للمدخرات. 

استرجاع التكلفة – : هناك مفتاحين لتعبئة المدخرات: 1) جذب حجم ملائم من الودائع، و2) إدارة تكاليف العمل. ويتطلب تحقيق هذا الحجم ومستوى التحكم في التكلفة إدارة قوية، وحوافز ملائمة، وآليات فعالة للمحاسبة والنظم الملائمة لإدارة لمعلومات الإدارة. 

إدارة المعلومات – : عادةً ما تتطلب عمليات الادخار نظم معلومات يمكنها تناول حجم ضخم من المعاملات، والحسابات من وقت لآخر، وتلبية متطلبات المراجعة وإعداد التقارير للجهات المنظمة. وتتطلب إدارة المعلومات الملائمة الخبرة، وغالباً ما تكون ملكفة وتستهلك الوقت. وعلى وجه الخصوص، فإن العثور على النظم والبرامج الملائمة، والتحول إليها، وتكييفها قد يكون من التحديات المستمرة الكبرى.

الإدارة الكافية – : لتأمين مدخرات المودعين، أو مجلس الإدارة، أو غيرها من الجهات الإدارية، يجب ممارسة الإشراف الملائم، وضمان الالتزام الكافي، والعمل كمراجعة لأداء الإدارة. ويجب أن تكون تلك الجهة لديها المعلومات، ومشتركة في العمل، وبالقوة الكافية للتدخل في حال مخاطرة الإدارة بودائع المدخرين أو عند تعرض المؤسسة للمخاطر. 

تنمية الثقة – : سيقدم الأفراد مدخراتهم إلى مؤسسة فقط إذا ما اعتبروها آمنة، وأمينة، ومهنية، ومستقرة. ولكسب الثقة، ستحتاج المؤسسة المالية إلى تنمية العاملين، وجودة الخدمات وصورة علامتها التجارية في السوق. ومن العناصر الأساسية والمكلفة لتطوير هذه الصورة تعزيز القدرات المادية لترسيخ الشعور بالأمان لدى العملاء الحاليين والمحتملين. 

تنفيذ الضوابط الداخلية الملائمة – : يمكن أن تكون عمليات الادخار أكثر عرضة للغش والأخطاء من عمليات الائتمان نظراً للمبالغ الكبرى لدى المؤسسة، وعدم توقع حجم وتوقيت الودائع. وتكتشف بعض المؤسسات أن الضوابط الداخلية لديها ليست كافية للتتبع الملائم لسوء الإدارة أو الغش.

الثقافة – : بالنسبة للمؤسسات المنظمة، فإن خدمة الفقراء غالباً ما تتطلب تغيير الثقافة المؤسسية. قد يصعب على العاملين المعتادين على تقديم الخدمات للعملاء الميسورين صعوبة في التعامل مع العملاء الفقراء – وقد لا يستخدم الفقراء خدمة ما عند شعورهم بعدم الارتياح أو بأنهم غير مرغوب بهم. علاوة على ذلك، قد يكون العملاء الميسورين غير راغبين في الانتظار في طوابير خلف أو بجوار المودعين الفقراء، والذين قد يبطئوا الماكينات من خلال التعامل بعملات صغيرة. وغالباً ما تستثمر المؤسسات التجارية بعناية صورة مهنية تجذب العملاء الميسورين. وقد يصعب الحفاظ على هذه الصورة عند تقديم الخدمات للعملاء الفقراء أيضاً. ومن خلال استخدام قنوات تقديم مختلفة للخدمات، والعاملين الملائمين، يمكن التغلب على هذه العقبة جزئياً. وقبل كل شئ، فإن "الانتقال في السوق" بالمدخرات يتطلب التزام قوي من جانب الإدارة العليا. وإذا ما توافرت الإرادة، سيليها الحلول للتحديات الأخرى التي تواجه تعبئة المدخرات الصغيرة. 

يمكن للمانحين مساعدة أو إعاقة عمليات الادخار. ويمكن أن تجعل القروض الميسرة التي يقدمها المانحين الأمر أقل جاذبية للمؤسسات المالية لتعبئة الودائع. إلا أنه يمكن للمانحين إعداد عمليات ادخار ملائمة من خلال: 

  • المساعدة في تعزيز اللوائح والإشراف
  • تحسين فهم المنظمين لقضايا التمويل الأصغر (مثل حجم المعاملات قليلة القيمة، والضمانات البديلة، وسياسة أسعار الفائدة، واحتياجات الموارد البشرية)
  • تقديم منح المساعدة الفنية
  • دعم الزيارات لمؤسسات الودائع الناجحة
  • تمويل أبحاث السوق المركزة على المدخرات
  • دعم مجموعة من الأنواع المؤسسية وقنوات تقديم الخدمات للفقراء والأسواق الريفية
  • الاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية لبدء تعبئة المدخرات في المناطق الريفية