مدونة البوابة

خمسة مفاهيم خاطئة يتم تداولها عن التثقيف المالي للأطفال والشباب

المنظمة الدولية لمالية الأطفال والشباب تبدد المفاهيم الخاطئة بمناسبة أسبوع المال العالمي
أسبوع المال العالمي لعام 2018.

يشكل الأطفال و الشباب 42% من عدد سكان العالم. و يعيش ما يزيد عن 500 مليون شاب ممن تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 24 عاما بأقل من دولارين في اليوم. و غالبا ما يتم إغفال الأطفال عند الحديث عن الفقر وهذا خطأ واضح. لأن الاهتمام بالشباب والأطفال من شأنه المساعدة على كسر دوائر الفقر، بحيث لا ينتهي الأمر بالأطفال أن يمروا بنفس المشاكل المالية التي صنعها آباؤهم، مثل الحصول على قروض لا يستطيعون تحملها أو عدم طلب المساعدة المالية التي يكونون في أشد الحاجة إليها.

إن المنظمة الدولية لمالية الأطفال والشباب تعتقد أن القضاء على الفقر يتطلب تعليم الأطفال والشباب كيفية إدارة الأموال والتعامل معها وكيفية كسبها وصرفها بشكل مسؤول. ولكن السؤال هو: ما الذي نعرفه فعلا عن التثقيف المالي للأطفال والشباب ؟ هذا ما سوف نقوم به فيما يلي للمساعدة في تبديد خمسة مفاهيم من المفاهيم الخاطئة الأكثر شيوعا التي صادفتنا.

المفهوم الخاطئ الأول: الأطفال لا يحتاجون مساعدة فورية في التمويل

من المؤسف أن الأطفال غالبا ما يتم وضعهم في مواقف يتعين عليهم تحمل مسؤوليات الكبار. فقد يحتاج الأطفال إلى العمل من أجل المساعدة في دعم العائلة، أو قد يصل الأمر أن يكونوا رب الأسرة في سن مبكرة جدا. وفي هذه المرحلة، يجب على الطفل أن يكون على علم بأساسيات طريقة التعامل مع الأموال وكيفية الادخار وكيفية الاستعداد لمستقبله. ولهذا السبب؛ تقوم "مبادرة مالية الأطفال" بالتركيز على التأكد من تعلم الأطفال والشباب كيفية إدارة الأموال. وسواء تم وضع الطفل في موقف الصرف على عائلته أم لا، فلا يجب أن يعاني الطفل من الصعوبات التي عانى منها أهله. إن تعليم الأطفال كيفية التعامل مع الأموال يتيح لهم التركيز على الجوانب الحياتية الهامة التي تم إهمالها في السابق.

المفهوم الخاطئ الثاني: الأطفال والشباب يفتقرون إلى القدرة على تعلم الأمور المالية

يوجد مفهوم خاطئ آخر هو أن الأطفال والشباب يفتقرون إلى القدرة على التنبؤ ولا يهتمون بالأمور المالية وهم ساذجون جدا بحيث لا يستطيعون تجنب استغلال مقدمي الخدمات المالية لهم. ومع ذلك ، فقد أشارت العديد من الدراسات إلى أن الحقيقة في الواقع هي على النقيض من ذلك.

وقد وجدت المنظمة الدولية لمالية الأطفال والشباب عند تصميم إطار "تعليم المواطنة الاقتصادية" ، أن الأطفال حينما يبلغون عامهم الخامس؛ يكونون على دراية بأسعار المنتجات التي يرغبون بها، وحينما يبلغون عامهم التاسع يكونون قادرين على التمييز بين احتياجاتهم ورغباتهم. إن الأطفال بصفتهم الفئة السكانية الأكثر مهارة في تعلم المهارات الجديدة؛ يستطيعون القيام بأمور أكثر من مجرد استيعاب المعرفة المالية. وباستطاعتهم تغيير سلوكياتهم عن طريق تطبيق هذه المعرفة. وقد أظهرت النتائج في البرازيل كيفية بدء الشباب في الانغماس بالأنشطة المالية اليومية مثل إعداد الموازنة التقديرية للأسرة؛ وذلك بعد حصولهم على برنامج قصير للتثقيف المالي. وكذلك أظهرت دراسة مماثلة بألمانيا أن الأطفال من سن 13 إلى 15 عاما بعد حصولهم على التثقيف المالي الأساسي بالمدارس؛ كانوا قادرين على التنبؤ بالمخاطر التي تصاحب استثمارات مالية متعددة. إن هذه الحالات تبرهن على وجود رغبة حقيقية لدى الشباب من أجل فهم واكتساب الخبرة العملية التي تتعامل مع الأمور المالية.

المفهوم الخاطئ الثالث: أن التثقيف المالي أمر ممل

إن التثقيف المالي غالبا لا يتم النظر إليه على أنه موضوع حيوي. فالمال هو مفهوم مجرد؛ وذلك فيما يبدو هو سبب عدم اهتمام الأطفال به. وليس لأنهم لا يرغبون في التعلم؛ بل لأنهم لا يعلمون من أين يبدأون. إن أسبوع المال العالمي ضمن الحملة السنوية للتوعية المالية التي تقوم بها المنظمة الدولية لمالية الأطفال والشباب؛ كان من شأنه تكوين قدرة الأطفال على معرفة كيفية عمل عالم المال عن قرب. وقد تم ذلك عن طريق اصطحاب الأطفال إلى بورصة الأوراق المالية والبنوك ووزارات المالية، وكذلك التحدث إلى الأطفال بشكل مبسط والإجابة على أسئلتهم.

وقد اكتشفنا بالمنظمة الدولية لمالية الأطفال والشباب أن عدم مشاركة الأطفال في الأمور المالية غالبا ما يرجع إلى أن البالغين الموجودين في حياتهم ليست لديهم الرغبة أو القدرة على مساعدة الأطفال في تثقيفهم ماليا. ومع ذلك، فبمجرد إتاحة الفرصة للأطفال، فهم دائما يرغبون في تعلم الأمور المالية.

المفهوم الخاطئ الرابع: أن الكبار فقط هم من يستطيعون إدارة المشروعات الناجحة

يوجد بأماكن عديدة مفهوم خاطئ شائع هو أنه لا يمكن تأسيس مشروع ناجح إلا بواسطة الكبار ذوي الدخل المرتفع. وهذا مفهوم خاطئ! فهناك آلاف المشروعات التي يقودها رواد أعمال من الشباب، ولديهم ميزة عن نظرائهم الأكبر سنا باعتبارهم أكثر معرفة بالتكنولوجيا الحديثة، حيث يجد رواد الأعمال الشباب حلولا مبتكرة للمشاكل الموجودة في مجتمعاتهم. فعلى سبيل المثال ، "ماسابا يونس" الذي لاحظ مستويات مرتفعة بأوغندا لسرقة "بودا بودا" (وهي الدراجات والدراجات النارية بالأجرة)، و قرر طرح نظام "Track 24 (U) Ltd." وهو نظام تحديد الموقع GPS يتيح لمالكي الدراجات والدراجات النارية بتتبعها وإذا لزم الأمر بتوقيف حركتها؛ وذلك باستخدام تطبيق على الهاتف المحمول.

إن رواد الأعمال المبتدئين يواجهون انتكاسات، على الرغم من أن ذلك غالبا ما يرجع إلى عدم كفاية الموارد مثل القروض البنكية ورأس مال البدء في المشروع، أو عدم كفاية الدعم. إن الموقع الإلكتروني "مجتمع يا Ye! Community" التابع للمنظمة الدولية لمالية الأطفال والشباب والمخصص لرواد الأعمال الشباب يقوم بمعالجة هذه العقبات عن طريق توفير منصات لرواد الأعمال الشباب من أجل عرض أفكار للمشروعات ودعم و تأييد المشروعات الصغيرة والمتوسطة؛ وذلك عن طريق ملاءمة التغيرات مع السياسات، وربط رواد الأعمال مع خبراء الأعمال، وتصميم أدوات عبر الإنترنت لتوجيه رواد الأعمال، وإنشاء شبكة من رواد الأعمال الشباب الذين يمكنهم المشاركة بأفكارهم والتحديات التي تواجههم.

المفهوم الخاطئ الخامس: لا توجد منتجات بنكية ملائمة للشباب يتم إتاحتها

إن احتمال قيام الشباب بالادخار في مؤسسات رسمية هو أقل بنسبة 44% عن البالغين، ويرجع ذلك جزئيا إلى عدم مرونة اللوائح التنظيمية والسياسات الخاصة بالبنوك مما يجعل من الصعب على مقدمي الخدمات المالية تقديم منتجات مالية ملائمة للشباب. ومع ذلك، فإن الاعتراف المتزايد بالاحتياجات المالية للشباب يعني أن مقدمي الخدمات المالية يقومون بتصميم منتجات مالية تتوافق مع سلوكيات الشباب وطموحاتهم وممارساتهم البنكية.

إن مبادرات المنظمة الدولية لمالية الأطفال و الشباب مثل مبادرة "بنك المدرسة" و "مبادئ الخدمات البنكية الملائمة للأطفال والشباب" ؛ كان من شأنها تحديد الاحتياجات المالية للشباب. و يوجد نموذج بأوغندا لبنك يتعامل مع مثل هذه الاحتياجات و هو "البنك الائتماني الأوغندي للتمويل Ugandan Finance Trust Bank" والذي يقوم بتقديم مجموعة من حسابات التوفير للشباب التي تعتمد على العمر ونوع الجنس واحتياجات المستخدمين.

إن الطريق لا يزال طويلا حتى يتم حصول مليارات الشباب حول العالم على منتجات بنكية ملائمة لهم، كما أن تحقيق ذلك سوف يعتمد على مدى رغبة كل من الحكومات ومقدمي الخدمات المالية. ومع ذلك، يمكن للتغيرات الصغيرة أن تقطع شوطا طويلا في مجال الشمول المالي. فقد نجح "بنك جرامين كيرالا" في الوصول إلى أكثر من 50,000 طفل باستخدامهم لبرنامج التثقيف المالي "إف آي في المدرسةFI@School"، وذلك بعدما قامت حكومة ولاية "كيرالا" بالهند بتخفيض الحد الأدنى لعمر الشخص الذي يمكنه تشغيل حساب بنكي.

إن إدماج الأطفال والشباب في النظام المالي هو أمر في غاية الأهمية ، وكذلك تعليمهم كيفية التعامل مع الأموال وكيفية كسبها وادخارها وصرفها. ولهذا السبب تعمل المنظمة الدولية لمالية الأطفال والشباب بالتعاون مع شركائها في 140 دولة من أجل إعادة تشكيل النظم المالية بهدف تمكين الأطفال والشباب من معالجة الفقر وعدم المساواة في جميع أنحاء العالم.

اترك تعليق

يقوم فريق تحرير البوابة بمراجعة وإدارة نشر التعليقات. نرحب بالتعليقات التي تقدم ملاحظات وأفكار ذات صلة بالمحتوى المنشور. تعلم المزيد.