مدونة البوابة

التركيز على تمكين المرأة يكشف سوقا غير مستغلة لرائدات الأعمال في مصر

تجربة مؤسسة لييد للتمويل الأصغر
من عميلات الإقراض الفردي، مؤسسة لييد، مصر.
 

إن تطوير منتجات وخدمات التي من شأنها تمكين أصحاب المشروعات من النساء الحصول على الخدمات المالية؛ هي خطوة نحو تحقيق المساواة بين الجنسين في سوق العمل. ومع ذلك، غالبا ما يتم تجاهل المرأة كشريحة سوقية وبالأخص ذوات الدخل المنخفض من قبل مقدمي الخدمات المالية التقليديين في مصر. وقد قامت كل من الشبكة المصرفية العالمية للمرأة ومؤسسة لييد بإعداد منهجية مبتكرة للإقراض الفردي كان من شأنها الوصول بنجاح إلى أصحاب المشروعات من النساء. ومن المؤكد انه إذا اهتم المزيد من مقدمي الخدمات المالية بخدمة النساء؛ فسوف يكون هناك نمو كبير للاقتصاد بشكل عام.

عندما سقط زوج السيدة صباح من فوق عمود كهربائي ولم يعد بإمكانه الاستمرار في العمل؛ بدا المستقبل معتما أمام صباح وعائلتها. ومع توافر فرص محدودة ، قررت صباح أن تحصل على قرض صغير ولجأت إلى مؤسسة لييد لتبدأ مشروعا لتربية الدواجن.

وبدأ مشروع صباح مع زوجها بتفريخ 200 كتكوت. ويوجد لديها الآن أكثر من 1000. ومن أجل تكوين مناخ يستوعب الكثير من الطيور؛ قامت صباح وزوجها بتأجير مكان كبير بنظام خاص للتدفئة يتلاءم مع الطيور.

ووسط فوضى الكتاكيت وجريها في كل الاتجاهات  كان طفلاها الصغيران يلعبان مع الكتاكيت بينما يقومون في بعض الأحيان بسكب حبوب الطيور داخل أوعية الطعام. وقد تمكّن كلا الطفلين من الذهاب إلى المدرسة في السنوات الأخيرة من خلال النجاح الذي حققته أمّهم في مشروعها.

وتقوم صباح بجني ثمار عملها واستعادة أموال استثمارها؛ وسوف تتمكن عن طريق أرباحها المتوقعة من سداد قرضها وتوفير الدعم المالي لعائلتها. ومن المتوقع أن تعود مرة أخرى إلى مؤسسة لييد للحصول على قرض آخر.

شاهد فيديو مؤسسة لييد عن تطوير الإقراض الفردي للنساء (بالإنجليزية والعربية)

 مؤسسة لييد هي مؤسسة للتمويل متناهي الصغر مصرية غير هادفة للربح، هدفها تقديم خدمات مالية لشرائح المجتمع الأكثر احتياجا للتمكين الاقتصادي مثل أصحاب المشروعات ذوي الدخل المنخفض خاصة من النساء. وقد كانت المؤسسة في البداية تقدم "قروض المجموعات"، إلا أن مبلغ الائتمان المتاح لم يكن كافيا لبعض عملائها لكي يقوموا بتطوير المشروعات واستدامتها بشكل فعّال. وأدرك الفريق القيادي للمؤسسة بأن ما تحتاجه بعض هذه المجموعات هو قروض فردية يتم تصميمها لمساعدتهم في نمو مشروعاتهم.

ولذلك قامت الشبكة المصرفية العالمية للمرأة بدعم من مؤسسة متلايف بالمساعدة في تغيير الطريقة التي كانت مؤسسة لييد تنظر بها إلى المشكلة.

وصرحت ساندي سلامة، مديرة البحوث والتسويق والتواصل في مؤسسة لييد: "لقد نظرنا إلى الأمر بشكل أعمق بدلا من الاهتمام الفائق بالمنتج فقط. ونظرنا إلى كل الأمور من منظور المرأة، بدءا من التسويق والإجراءات التشغيلية إلى تدريب أخصائيي التمويل".

لقد أدركت مؤسسة لييد الحاجة إلى التواصل بشأن العرض مع العملاء المحتملين. و قامت بإجراء بحوث على شرائح العملاء من أجل الكشف عن المواصفات الفريدة للعميلات من النساء، و تصميم منتجات خصيصا لهن والقيام بجهود تسويقية من أجل جذب هذه الشرائح.

وقامت مؤسسة لييد أيضا، بزيادة التنوع بين الجنسين فيما بين الموظفين. فقامت بتدريب وتعيين المزيد من أخصائيات التمويل من النساء من أجل التعامل مع الحساسية الثقافية المتعلقة بتعامل الرجال مع النساء وذلك من أجل زيادة الوصول إلى النساء ذوات الدخل المنخفض.

إن وجود منسقة تنمية تقوم بشرح القرض الفردي قد صنع الفارق مع مصممة الكروشيه منال.  لقد شعرت منال بحرية وراحة للترحيب بالمنسقة داخل بيتها والتحدث إليها عن القرض؛ وتأمل في مواصلة نمو مشروعها وتوظيف آخرين لمساعدتها.

كانت هذه الجهود التحويلية للوصول إلى النساء ذوات الدخل المنخفض جهودا ناجحة لمؤسسة لييد واستمرت على مدار عامين. ولقد زاد عدد العميلات النساء في الإقراض الفردي من 20% في عام 2014 ؛ لكي يصل إلى أكثر من 50% بحلول نهاية عام 2017. وقد أدت هذه الزيادة في أعداد العميلات النساء تقريبا إلى مضاعفة المحفظة الإجمالية للإقراض الفردي.

على الرغم من أن مؤسسة لييد غير هادفة للربح؛ إلا أن نجاحها يشير إلى أن الوصول إلى النساء ذوات الدخل المنخفض بالمنتجات المالية لديه القدرة على أن يكون مربحا لمقدمي الخدمات المالية التقليديين في مصر.

وحقيقة الأمر هي: إذا اهتم المزيد من مقدمي الخدمات المالية بخدمة النساء؛ فقد يكون هناك نمو كبير للاقتصاد بشكل عام.

إن تطوير  وتوفير منتجات و خدمات التي من شأنها تمكين رائدات الأعمال للحصول على الخدمات المالية ؛ هي خطوة نحو تحقيق المساواة بين الجنسين في سوق العمل. وخلصت دراسة أجرتها مجموعة البنك الدولي مؤخراً إلى إمكانية ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي المصري بنسبة 32 بالمائة في حالة المساواة بين الرجال والنساء في سوق العمل.

وعلى الرغم من ذلك ، فإن مصر أمامها طريق طويل. ففي الوقت الذي شهدت أرقام الشمول المالي في مصر نموا هائلا في السنوات الأخيرة؛ إلا أن البيانات الواردة من المؤشر العالمي للشمول المالي Findex لعام 2017 تظهر أن الفجوة بين الجنسين قد تضاعفت.  بين عامي 2011 و 2017 ؛ ازدادت نسبة الشمول المالي للرجال من 13% إلى 39% ، بينما ازدادت نسبة الشمول المالي للنساء من 6% إلى 29%. وسوف تستمر الشبكة المصرفية العالمية للمرأة على العمل بالشراكة مع مؤسسة لييد ومؤسسات أخرى في إطار استراتيجية عمل الشبكة في مصر مع التركيز على سوق المرأة من أجل تحقيق الرخاء لرائدات الأعمال من النساء المصريات وعائلاتهن ومجتمعاتهن مثل صباح ومنال!

اترك تعليق

يقوم فريق تحرير البوابة بمراجعة وإدارة نشر التعليقات. نرحب بالتعليقات التي تقدم ملاحظات وأفكار ذات صلة بالمحتوى المنشور. تعلم المزيد.