مدونة البوابة

تعلم. وفر. اكسب. لماذا نحتفل بأسبوع المال العالمي ويوم أفلاطون؟

لإدارة الأموال بصورة جيدة في المستقبل، يجب البدء اليوم مع الأطفال حول العالم
مبادرة عشان بكرة للتثقيف والخدمات المالية. المعهد المصرفي المصري. 2016.

إن أسبوع المال العالمي هو عبارة عن مبادرة للمنظمة الدولية لمالية الأطفال والشباب ((CYFI ؛ ويعتبر بمثابة حملة توعية مالية سنوية تهدف إلى إلهام الأطفال والشباب لكي يتعرّفوا على الأمور المالية وسبل كسب العيش وريادة الأعمال. إن أسبوع المال العالمي منبثق عن يوم أفلاطون الذي تنظمه منظمة أفلاطون الدولية كل عام في شهر مارس/آذار كاحتفال سنوي وحدث تعليمي لجميع شركائها في كل بلد.

إن الاحتفال بأسبوع المال العالمي ويوم أفلاطون هو أكثر أهمية من أي وقت مضى. فقد أشارت أحدث البيانات الدولية إلى أن غالبية الأطفال لا يفهمون الأساسيات المتعلقة بالأمور المالية. وعلى سبيل المثال، فإن الغالبية العظمى من الشباب غير قادرين على إجراء عمليات حسابية بسيطة للغاية تتعلق بأسعار الفائدة. وتواجه الأطفال والشباب تحديات التثقيف المالي في الاقتصاديات النامية والاقتصاديات المتقدمة على حدّ سواء.

إن معظم نظم التعليم حول العالم لا تعتبر التثقيف المالي من أولوياتها. ومن المتوقع في العديد من الثقافات أن يتعلم الأطفال الأمور المالية من آبائهم أو من أفراد آخرين في أسرتهم. إلا أنه في كثير من ألأحيان؛ لم يتم تعليم معظم الآباء للأمور المالية على الإطلاق وفي كثير من الحالات يكون لديهم مشاكل مالية خاصة بهم.

لقد أظهرت الأبحاث أنه كلما تعلم الأطفال الأمور المالية والادخار والاستثمار، كلما أصبحوا يديرون أمورهم المالية بشكل أفضل طوال حياتهم. إن تعلّم الأطفال الأمور المالية في سن مبكرة يساعدهم على تطوير المهارات المطلوبة لاتخاذ قرارات مالية أفضل في المستقبل فيما يتعلق بقروض التعليم والإسكان والسيارة الأولى والسفر وغيرها من المصروفات. وتساعد هذه المهارات الأطفال والشباب في معرفة قيمة الفرق بين الكسب والتوفير والإنفاق ، وتجعل منهم مديري أموال أفضل ويكونون قادرين على عمل الميزانيات التقديرية وممارسة العادات المالية الصحيحة.

بالإضافة إلى ما سبق؛ توجد أيضا أسباب عملية تجعل من الضروري البدء بالتعليم المالي بشكل مبكّر. فهناك ما يقرب من نصف الأطفال في البلدان النامية لا يكملون تعليمهم الأساسي، وبالتالي لا يحصلون على شهادة مما يقلل من إمكاناتهم لتحقيق مستقبل مربح. كما أن معظم الأطفال يتركون الدراسة في سن 15 سنة. ويجب علينا من أجل الوصول إلى هؤلاء الأطفال على نطاق واسع ، أن نصل إليهم وهم لا يزالون في الفصل الدراسي. وبالتالي يجب أن يكون التركيز على مراحل التعليم الابتدائي والإعدادي.

ولذلك ، يجب أن يمثل دمج التعليم المالي في المناهج الوطنية أولوية لكل بلد. ولسوء الحظ ؛ فإن العديد من وزارات التعليم ترى أنه من الجميل أن يكون لديها تعليم مالي ولكن ليس كأولوية رئيسية. وحقيقة الأمر، أن التعليم المالي هو مهارة أساسية للقرن الحادي والعشرين يجب على الأطفال تعلمه بمجرد تعلمهم القراءة و الكتابة – وقبل أن يتركوا المدرسة.

وتوجد عقبة أخرى أمام دمج التعليم المالي في المناهج الوطنية بشكل عملي أكبر؛ وهي الخوف من إثقال كاهل المناهج الدراسية وزيادة العبء على المدرسين بإنشاء موضوعات إضافية. ولمعالجة هذه المشكلة، فإننا بمنظمة أفلاطون نعتبر أن الدمج في الموضوعات الحالية يعتبر خيارا ممتازا. فهو لا يقوم فقط بإثراء المنهج الدراسي، بل يساعد أيضا في تقليل التجزئة ويربط المحتوى المبرمج بحدود التخصص. كما أنه يعزز العمل الجماعي بين المدرسين من مختلف التخصصات. وفي النهاية، فإن تضمين التثقيف المالي يجعل التعليم مرتبطا أكثر بحياة الطلاب.

يجب على كل بلد مراجعة سياقها الخاص من أجل تصميم منهج دراسي يتضمن التثقيف المالي بالطريقة الأنسب. وغالبا ما تتوافق العناصر الأساسية لأي أسلوب مع شعار أسبوع المال العالمي لهذا العام – تعلّم. وفّر.اكسب.

  • تعلّم كيفية إدارة الأموال بحكمة – إن تعليم الأطفال و الشباب حول حقوقهم ومسؤولياتهم الاجتماعية والاقتصادية ؛ هو أمر أساسي من أجل إنشاء جيل من البالغين القادرين على اتخاذ قرارات حكيمة لمستقبلهم.
  • التوفير من أجل مستقبلهم – من المهم للأطفال والشباب تكوين عادات ذكية للتوفير في سنّ مبكرة من أجل تنمية المهارات الأساسية لإدارة الأمور المالية من أجل استخدامها في وقت لاحق من حياتهم.
  • الكسب لأنفسهم و لعائلاتهم – إن تطوير مهارات كسب العيش أو تلقي التدريب على ريادة الأعمال؛ يكون من شأنه تدعيم الأطفال والشباب للحصول على وظيفة أو إنشاء مشروعات خاصة بهم وتطوير حياتهم المهنية.

إننا في منظمة أفلاطون نؤمن بأن أطفال وشباب اليوم يجب أن يصبحوا مواطنين متمكنين اقتصاديا وقادرين على فهم أهمية التوفير ومتسلحين بالمهارات اللازمة للعثور على عمل وخلق سبل معيشتهم. إننا نرغب في أن يتعلم الشباب إدارة أموالهم بحكمة. ومن خلال تمكين الأطفال والشباب ؛ يمكننا مساعدتهم على نقل معرفتهم إلى أسرهم وإلى مجتمعاتهم بأكملها.

إن أسبوع المال العالمي ويوم أفلاطون يمثلان فرصة مهمة حيث يستطيع العالم بأسره الاحتفال والمشاركة في هذه المواضيع الهامة داخل وخارج الفصل الدراسي.

رويلاند موناش هو المدير التنفيذي لمنظمة أفلاطون الدولية التي تأسست في عام 1991 من خلال مؤسستها السيدة: جيرو بيليموريا ومجموعة الأطفال المبدعين في الهند. وهؤلاء الأطفال كان لديهم  فصل دراسي عن كيفية التعامل مع المال وكانت هذه المبادرة بحاجة إلى اسم لتمثيل أفكارهم. وواجه الأطفال هذا التحدّي وقرروا اتخاذ اسم "أفلاطون" الذي كان اسما لفيلمهم المفضل وهكذا تم تأسيس منظمة أفلاطون.

 


 

اترك تعليق

يقوم فريق تحرير البوابة بمراجعة وإدارة نشر التعليقات. نرحب بالتعليقات التي تقدم ملاحظات وأفكار ذات صلة بالمحتوى المنشور. تعلم المزيد.